روحــيـــة مـبادرة مـســـيرة وطـــن 

إعادة بناء الدولة، المدنية العادلة والقادرة، من خلال العودة إلى الدستور لتطبيقه كاملا بدون اجتزاء أو استنساب كمدخل أساسي لبناء هذه الدولة، والعمل على تطويره بحيث يؤمن انتظام عمل المؤسسات الدستورية والتداول المستمر والمستقر للسلطة. 

نؤمن أن تحقيق سعادة الأفراد في مجتمعهم هو هدف سياسي قابل للتحقيق ويتكوّن من أجزاء ملموسة واقعية متجذرة في مجتمع التكافل الاجتماعي الشامل، والقادر على ضمان الأمان والاستقرار والكرامة الإنسانية لأفراده، وبأن أي مجتمع غير قادر على تمكين أفراده من تحقيق هذا الهدف هو مجتمعٌ مُعتَلّْ.

إن تحقيق السعادة لا يقتصر فقط على بناء دولة تنتج منظومة من الحقوق والحريّات المتساوية لجميع مواطنيها من خلال النظام السياسي وممارسة الحكم، بل يتعداه الى بناء نظام اقتصادي حُر، قوي وقادر على ضمان كل مقومات العدالة الاجتماعية والرّفاه ويضمن المبادرة الفرديّة ويعزّزها ويحمي المُلكيّة الخاصة.

وفي ظل التحوّلات العالمية في بنيان المجتمعات وبمفاهيم سُبُل تحقيق الذات، إن من خلال العمل أو من خلال العقائد السياسية المطلقة، أصبح من الضروري بناء صيغة تترّفع عن جميع تلك المفاهيم يكون هدفها المركزي إرساء أسس جديدة للمجتمع والاقتصاد والسياسة بغيّة بناء المجتمع الواحد المتضامن الذي يكفل لأفراده الحق في السعي نحو السعادة.

وقد عانى لبنان منذ تأسيسه من انعدامٍ مطلقٍ ومتجذّرٍ للثقة بين المواطن والدولة، وهو نتاج لمسار تاريخيّ راكمته واستغلته منظومة سياسية فاسدة قائمة على عقد اجتماعي مريض، غير قادر على بناء الدولة العادلة والقادرة على تمكين الفرد من تحقيق سعادته.

ان استعادة الثّقة لا تكون الا عن طريق انتاج عقد اجتماعي جديد يكون في صلبه تكريس الحقوق الأساسية للمواطنين وحمايتها حيث يرسّخ هذا العقد كل أدوات المشاركة والمحاسبة فيما بين المواطنين من جهة وبين المواطنين والدولة من جهة أخرى.

ولكل ذلك كانت مسيرة وطن . . .